Wednesday, August 16, 2017

الإجابة تونس X


مع غاية الاسف مضطر امشي عكس قطيع التيار المدني السعيد باللي حصل في تونس واللي بيعتبر ده نصر جديد للدولة المدنية وللعلمانية والليبرالية ومش لازم ارخم واحط كام كلمة تانيين من اللي بينتهوا ب ..ئية دول.

اللي حصل في تونس هو انتكاسة للدولة المدنية وخطوة للوراء في رأيي مش لقدام خالص وزيطة التيار المدني او بعض اللي سرحانين منه بتأكد اننا عندنا مشكلة ايديولوجية مع التيار المدني او الليبرالي نفسه قبل التيار المحافظ.

فين المشكلة:

شوف ياسيدي خليني اديك كام مثال بسيط نحاول نفهم منه ليه اللي حصل في تونس في رأيي هو ضربة ضد العلمانية مش في صالحها.

هنتكلم مثلا عن قضية زي قضية الفوائد البنكية وتقنينها. الدولة المدنية ببساطة بتقنن الفوائد البنكية وتضرب بعرض الحائط رأي الدين لان ببساطة الدول لاتسيرها شرائع الاديان ولا آراء الكهنة والشيوخ, الدول النص كم او الدينية او اللي عايزة تربح مدنيتها ولاتخسر هويتها الدينية زي اللي ربح دنيته ولم يخسر اخرته هي اللي في الحالة دي هتروح تتمسح في الكهنوت وتطلب منه يقول ان الربا حلال ويطلع بفتاوى معينة تبيح الفوائد البنكية ودي الدولة المهلهلة اللي مصممة تفضل هي وشعبها تحت امرة الدين وكهنته.



لو فيه عيلة او قبيلة معينة كبير عيلتها مش بيبارك زواج اي اتنين الا لو من العيلة وظيفة الدولة هي السماح لأفراد العيلة دي بالزواج من خارجها مدنيا عادي, مش انها تروح تتوسل كبير العيلة انه يغير قوانينه ويسمح بمباركة المتزوجين من خارج العيلة والادهى من كدة ان بعد مايوافق الدولة والشعب يعلنوا ان كبير العيلة دي وافق ونهيص ونزيط وبناءا عليه نقول ان جواز العيلة دي من خارجها قانوني وكبير العيلة هيباركه وكله يفرح ويزيط.

مراجعة: الدولة المدنية دولة قانون مش دولة شرع. دولة تسن قوانينها بدون الحاجة لموافقة شيوخ.




بعد مالقانون في امريكا سمح بزواج المثليين حاول بعض اتباع التيار الليبرالي السرحان انه يضغط عالكنيسة عشان الكهنة الكاثوليك يباركوا زواج المثليين, يا بارد يالزج الدولة سمحتلك بالزواج خلاص رايح تتلزق وتتمسح في الكنيسة ليه ؟وليه فيه ناس من اتباع التيار المدني المفروض مهتمين بان الكنيسة تغير رأيها وتقول ان زواج المثليين مش حرام؟ وفيه بهايم رفعوا قضايا على الكنيسة عشان تسمح بزواجهم من مثليين.

محاولة الدولة اخذ موافقة التيار الديني او حتى اجباره على الموافقة على اي قانون او تشريع هو تأكيد لوجود السلطة الدينية مش ان الدولة بقت مدنية زي مالبعض شايف.
مراجعة: اللي حصل في تونس مش ان الدولة اقرت بحقوق المواطنين في الزواج من اللي عايزينه او ان الدولة قررت تساوي بين الرجل والمرأة، اللي حصل ان الدين قرر ان من حق الناس تتجوز زي ماتحب وقرر يساوي بين الراجل والمرأة وبناءا عليه حصل التغيير والزيطة. 

من امثلة الخيبة دي، قول السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي لشيخ الازهر "تعبتني معاك" طبعا ده كان في سياق رغبة السيسي في سن قوانين معينة شايف ان لازملها الختم الديني او موافقة الكهنوت. وطبعا مهما الدولة عملت قوانين تسمح بالحريات وتعطي الحقوق بإذن عمامة الدين هتفضل دولة متخلفة تحت وصاية دقون. 

كان الواجب على تونس الاكتفاء بقانون الزواج المدني وقوانين ميراث مدنية بدون اي اعتبار لرأي السلطة الدينية. وقصر صفة القانونية على الزواج والإرث بدل من توسل السلطة الدينية لجعلها قوانين توافق الشرع.

Tuesday, July 25, 2017

حرباً أم لعبة


انه چين حب الحياة او لكي لا تختلط المعاني مع ما سنتحدث عنه لاحقا فلنكن اكثر وضوحا ونسميه جين حب البقاء، ولنبدأ الحديث بكلمة شكر لهذا الچين الذي لولاه ما كنا انا ولا انت لنخوض في هذا الحديث , لولاه ماوُجدنا من الاساس. انه الچين الذي منح أسلافنا تلك القوة الخارقة التي مكنتهم من البقاء حتى وُجدنا، وهو نفس الجين الذي يمنحنا نفس القوة للبقاء لنوجد ابناءنا واحفادنا.



ولأن الحياة ليست عادلة بالقدر الكافي فمن سوء حظنا كبشر او ككائنات حية في هذا الكوكب ان هذا الجين لم يكن مصاحبا بجين اخر مسؤولا عن حب الحياة او الرضا بها. وكأن الطبيعة قد ادركت انه لا حاجة لأي كائن بشري لأن يحب الحياة, فيكفي فقط هذا الجين المحب للبقاء ليجعل منه كائنا ابلهاً يحارب من أجل البقاء حتى وان كان يمقت حياته ويتمنى الموت.



فإذا نظرت لردة فعل ذاك الشاب الصومالي الذي يعيش في مجاعة وربما يكره تلك الحياة ويتمنى الموت، وهذا الثري المتنعم الذي يشرب كأس النبيذ جالسا بجوار حمام السباحة في قصره الجميل؛ لحظة سماع صافرة قطار مقترب او رؤية سبعٍ قادم فلن تجد اختلافا كبيرا في ردة الفعل وحرص كليهما على البقاء. نعم فتأثير هذا الجين اقوى بكثير من حبك لحياتك او كراهيتك لها او حتى هاجس رغبتك في الانتحار. هي معادلة اشبه بحاصل جمع او طرح اي رغبة اضافية في الحياة او الموت مع الرغبة اللانهائية في البقاء.



وربما يرجع الفضل لهذا الجين في كراهية البشر للموت والخوف والذعر منه. بالتأكيد، فأن تحارب من اجل البقاء أي انك  تحارب هربا وخوفا من الموت. يمكن ان يعتبر البعض الحياة في حد ذاتها صراعاُ او حربا مع الموت، تبقى حيا مادمت فائزاً، ولأنه ليس من الطبيعي ان تفوز في كل المعارك فمن الجيد ان تدرك ان الخسارة قائمة وستحدث شئت ام ابيت، فهذا الذعر المبالغ فيه من خسارة مؤكد انها ستحدث هو درب من دروب الجنون. انا هنا لا لأتحدث عن ثقافة حب الموت فهي فكرة مختلة -في نظري- والنصيحة بها اساساً غير قابلة للتنفيذ فهي ضد طبيعتنا التي يحركها رغبة البقاء،  فالفارق كبير بين ألا تكره الموت وأن تحبه, فنظرة الحرب تلك والصراع مع الموت ربما ليست النظرة المثلى خاصة انك شخصاً عاقلا تدرك انك ستُهزم فالنهاية.



إذا كنا ندرك جميعا وجوب حب الحياة كصديق وَفِي يرافقنا طيلة اعمارنا ويتركنا لحظة الموت, فمن باب اولى ألا نكره الصديق الأوفي الذي سيلازمنا إلى الأبد ولن يتركنا (الموت). وربما نظرة الحرب مع الموت ليست فقط مجنونة, فليس لعاقلاً ان يخوض حرباً يعلم مسبقاً بخسارته فيها كما اشرنا،  فيصبح كأطفال ورضع الجنس البشري الأغبياء الذين يقاوموا امهاتهم صارخين عندما يوضعوا في أسِرّتهم رافضين كارهين للنوم في حرب ساذجة مصيرها النوم وغرضها الاستمتاع باليقظة التي سيسلبها النوم منهم والتي سيحاربون مجددا صبيحة اليوم التالي هربا منها (اقصد الاستيقاظ والحياة) ورغبة في الاستمتاع بمزيد من النوم.



ربما لم يحالفني الحظ -حتى الان- لرؤية رضيع ذكي يقبل النوم بروح رياضية ويسلم له متى جاء وقته لينعم بالراحة ثم يقبل الحياة ويستمتع ويلعب متى جاء وقت اليقظة تماماً كما يبكي معظمهم عند الدخول للاستحمام ثم يبكون مجددا عند الانتهاء منه.



تلك هي النظرة الامثل -في رأيي- للموت والحياة هي ليست حربا مع عدو كريه محتومة الهزيمة وانما كأنها لعبة يجب ان نتحلى فيها بالروح الرياضية عندما تُستنفذ خططنا وتخور قوانا في نهاية المباراة، فاللعب والاستمتاع والروح القتالية طيلة المباراة لاتمنع ابدا من التحلي بالروح الرياضية والاعتراف بالهزيمة ومصافحة الخصم في النهاية بكل ود.



لا يصح ان ننهي الحديث عن التصالح مع الموت وقبوله كرفيق الراحة بعد حياة متعبة ولا نتذكر الأهم: الإستمتاع بالحياة وملذاتها, وربما يخطر بذهنك عند سماع كلمة التمتع والملذات اننا نتحدث عن صورة الكفار او الاشرار كما تصورهم الافلام السينمائية, بينما الحقيقة -في رأيي- ان التمتع بالحياة هي من شيم القانع وليس الطامع، الزاهد وليس الجاحد. فالطامع الجاحد بكل نعمة ربما يغرق نفسه في متع الحياة ولكن ليس بالضرورة ان يستمتع ويسعد، فكيف لناقم طامع ان يتلذذ ويتنعم بما معه مهما كانت الملذات حوله؟ ربما تتضح لك تلك الفكرة ان كنت ممن يقرأ او يستمع لبعض المتصوفين الذين لا يدخرون جهدا او خجلاً في وصف تلذذهم واستمتاعهم بفطيرة ساخنة او كوب من العصير وكأنهم يتحدثون عن ليلة حمراء في احضان مومس حسناء. الحياة ايضا ليست حربا نلهث فيه وراء اطماع لاتنتهي هي ايضاً كالموت اشبه بمباراة او لعبة جماعية نشترك فيها كفريق لنستمتع ونسعد جميعا لا نطلب من الحكم ان يسرع بصافرته ولا نتوسله لمد وقتا اضافيا. نستمتع بها حتى اللحظة الاخيرة ثم نخلد للراحة ونستمتع بها بعد سماع صافرة النهاية.








Friday, February 26, 2016

حاوريني يا كيكة

-يا ابني ماينفعش تاخد ايات القران وتفسرها كدة لوحدها.
-أمال اعمل ايه؟
-لازم ترجع لظروف نزول الاية وأسباب النزول مش كل الايات نزلت عامة ويجب ان نعمل بيها.
-امال بنقراها ليه لحد انهاردة طالما مالهاش لازمة؟ وبعدين انت تقصد ان القران لوحده بدون السنة وأسباب النزول غير كافي؟
-ايوا طبعا لازم ترجع لأسباب النزول.
-يعني القران كتاب ناقص ولا لم يترك كبيرة ولاصغيرة.وهل هو كتاب مبهم ام واضح؟
-طبعا القران كتاب كامل ولم يترك كبيرة ولا صغيرة وهو واضح غير مبهم. بس لازم نرجع لصحيح السنة في تفسيره.
-ماشي كلامك.طيب بتعرف منين الايات اللي بتنزل لسبب نزول ويجب العمل بها والايات اللي بسبب نزول بس لايعمل بها؟ولو اية نزلت لسبب ما ولا يجب ان نعمل بها وجه سبب مشابه او مطابق لسبب نزولها بنعمل بيها ولا لا؟
-بص الحتة دي مش متأكد منها وانا مش ضليع اوي في الدين بصراحة.
- تمام وانت بقى موافق على كل الصحيح من السنة والمتفق عليه ولا حاجات وحاجات؟
-فيه حاجات طبعا مابصدقهاش وحاجات غير منطقية.
-يعني انت بتصحح القران او بتنسخه بالسنة اللي انت اصلا شاكك فيها او مش متأكد انها صحيحة 100%؟
-الحاجات دي بتتحس بتقدر تقول الحديث ده مدسوس او حقيقي بما يتفق مع منطقك وتفكيرك.
-وطالما هو بيتحس كدة العلماء اتفقوا عليه ليه ولا هم ماعندهمش حس زيك؟ وبعدين مش شايف انه اهمال الهي انه ينزل كتاب يحتاج للسنة معاه لشرحه ومعرفة المراد منه ويسمح ان العبث والتزوير يوصلوا للسنة اللي هي بحسب كلامك لاغنى عنها لفهم القران؟
-لأ طبعا مش عبث.
-يعني انت مش شايف ان الرسالة اللي ربنا كان عاوز يبعتها كدة اتلعب فيها ومابقتش واضحة وماحدش عارفها والكل مختلف عليها واختلاف جذري بيوصل لحد الخلاف في سفك دم شخص او لا؟
-عشان كدة بقولك لازم تحكم ضميرك ومنطقك وانسانيتك وتاخد من السنة اللي يتوافق معاهم.
-طب طالما ضميري وانسانيتي ومنطقي هم اللي بيحكموا ويحددوا الصح من الغلط. ايه لازمة الكتب دي اساسا؟
-إيه؟.....

Friday, January 15, 2016

مُحسن

تخيل:
انا اتبع دين معين الهه اسمه "سمير" ونبيه اسمه "محسن". "محسن هذا كان شريب خمر وبلطجي وبتاع نسوان مثلا (التشبيه غير مطابق تماما) . الدين المحسني ده يعترف بالاسلام ولكن الاسلام الحقيقي مدعيا ان الاسلام الحالي محرفا وليس حقيقيا وان محمد ليس نبيا وانما فقط ممهد لرسالة "محسن".

انا اقول ان محسن هذا أشرف منك ومن ابيك ومن  نبيك محمد ومن كل الخلق.الدين المحسني يرى انك ضال كالبهيمة لا تسمع ولا تبصر وتستحق العذاب الابدي لايمانك بالاسلام وبمحمد.

الحالة الحالية هو أن الدين المحسني اصبح اغلبية في وطنك الذي يصمم المحسنيون على تسميته دولة محسنية. يخطبون في الميكريفونات عن ان قرانك محرف ويدعون على كل من هم غير محسنيون ويمجدون ابطالهم الذين دمروا الاسلام واخذوا اوطان المسلمين منهم وفرضوا عليهم الاتاوات على ان يدفعوها اذلاء.

يتم اجبار ابنائك في المدرسة على دراسة وحفظ الايات المحسنية ويقطع الارسال في التلفزيون اوقات الصلاة المحسنية. وكل مكان في الميديا والمواصلات هو تطبيل لمحسن والمحسنيون وسب واهانة ووعيد لكل الضالين الاغبياء الذين لا يتبعون "محسن". ويتبارون في نشر الكتب التي تفصص عقيدتك وتثبت خطأها وكفرها ويمجدون علمائهم الذين يديرون حلقات النقاش ويصدرون الكتب التي تتهكم على افكارك. وينشرون كتاب حوار مع صديقي المسلم ليبينوا انك كمسلم خطأ وفيديوهات لعالمهم "تامر" يفند فيها القران ويثبت خطأه وتحريفه.

بنص محسني لا يجب ان يتم توليتك كمسلم اي منصب فوق المحسني وحقه ان يتزوج من نسائك بينما لا يمكنك ان تتزوج من محسنية. وقوانين ودستور بلدك ينص على ان الدين المحسني هو اساس التشريع والاحتكام يجب ان يكون له في كل الاحوال.
كل مرة تبني مسجدا او تتحدث عن الاسلام يقوم المحسنيون ويقعدون بينما يبنون معابدهم في كل مكان مزودة بالميكروفونات الصاخبة. مجتمعك وقوانين وطنك مليئة بالافكار التي ترى في رأيك انها غيرت من شكله تماما وجعلته يسير وفق قوانين وافكار عكس تماما قوانين وافكار القرن الحادي والعشرون.كل فكرة عن الحرية او نقل الاعضاء او اي شيء في مجتمعك يدزر حولها الجدال لاختلاف وجهة نظرها مع وجهة نظر محسن. يكفرونك صراحة بنصوص من دينهم او بلفظهم لانك لا تتبع تعاليم محسن. وهدف معظمهم في الحياة ان يحكم العالم كله بما فيهم انت قوانين مُحسن وشرائعه.

ثم يدخل احدا ما من دين اخر غير محسني او من اللادينيين في الاكاونت الخاص به ليكتب بهدوء دون اجبار احد على سماع رأيه واسئلته عن هذا الدين المحسني يرد على نظرية انه غبيا تافها بهيما (بحسب رأي الدين المحسني والمحسنيين) لانه لا يصدقه. يرد ببساطة على سبابه المستمر لانه لم يتبع محسن.هو يعلم الكثير عن جرائم محسن وحروبه ونزواته وسفكه للدماء وقوانينه العنصرية التي يريد المحسني تطبيقها عليه بالكامل ويسأل فقط لماذا يجب ان يصمت عندما تقول له في كل مكان ان"محسن" اشرف من ابيه وجده وانبيائه ومنه ومن كل الذين اعتبرهم قدوته. فتجد احد المحسنيين يسأله بكل وقاحة: لماذا يا اخي تتحدث عن ديني المحسني وتنتقده وتذكر سيرة "محسن" ؟ لماذا انت متعصب ولا تريد ان نتعايش في سلام. لماذا لا تراعي مشاعري الرقيقة بينما انا اراعي مشاعرك ولا اسب دينك. فلنتعايش في سلام كما نحن في دولة محسنية تضمن لك كل حقوقك وكرامتك.انا احترم دينك وأؤمن بالاسلام وبمحمد كممهد لرسالة "محسن"بينما انت متعصب لا تؤمن بديني ولا نبيي.


Friday, December 18, 2015

دونالد ترامب

في دول الغرب. ربما كان المسلمون يتوقعوا ان يكون اول من يحاربهم او ينادي برفضهم هو تيار العلمانيين او اللادينيين او الملحدين خاصة انهم اكثر من يهتم بنبذ التطرف وهم الابعد عن التيار اليميني الديني ولكن كانت دعوات الرفض والطرد كلها من المؤمنين والمحافظين.مجددا رغم ان فجوة الاختلاف بينهم وبين المسلمين اصغر بكثير من الفجوة بينهم وبين اللادينيين.
وفي الدول الاسلامية عندما تهدم كنيسة او يهجر مسيحيين او غيرهم لا يكون ابدا من ضمن المنادين والمؤيدين علمانيا او لادينيا او ملحدا رغم ان الاختلاف بينه وبين المسيحي في العقيدة اوسع بكثير. 

المنادين بطرد المسلمين في أمريكا هم ضد الاجهاض وضد الاباحية وضد المثلية الجنسية وزواج المثليين وضد تبني مثليين لاطفال وضد ازالة اي رمز ديني وضد السماح بالتعري ومؤمنون بالاله والعفاريت والملائكة تماما كما المسلمين. بينما على النقيض من يدافع عن هؤلاء المسلمين وحقوقهم لا يتفقون معهم في 99% من افكارهم ومع ذلك يقبلون ال 99% الاختلاف بينما يرفض المتدينين الاختلاف بنسبة 1%. .


وهذا مايفسر مايبدو من معظم المؤمنين من وقاحة في حالة التصويت لانتخابات رئاسية او برلمانية. فتجد المسيحيين يرمون أنفسهم في احضان التيارات العلمانية في الدول الاسلامية لانهم يعلمون ان هؤلاء هم من سيقف لحقوقهم بينما المتدينون ينادون بتطبيق الشريعة وإبقاء المواد الدستورية التي تؤكد على ان الدولة دينية. ثم ترى العكس تماما في دول الغرب فيرمي المتدينون المسلمون أنفسهم في أحضان العلمانيين الذين ينادون بحريتهم وحقوقهم بينما ينقلب مسيحيو العرب المهاجرون على العلمانية ويؤيدوا التيارات المحافظة. حاجة في منتهى الوقاحة وانعدام المبدأ. لا يؤيدوا العلمانية إلا وهم اقلية. ثم يسبوها ويلعنوها متى اصبحوا اغلبية.

وطبعا المسلمين مش هايقتنعوا وهايصمموا على كلام القران"ولتجدن اشدهم عداوة للذين امنوا الذين اشركوا.... واكثرهم مودة الذين قالوا انا نصارى" والحقيقة انه لن يحدث في يوم من الايام قبول ولو بنسبة ضئيلة من اصحاب الديانات لبعضهم البعض. نفسيا و عمليا مش هاينفع تتقبل شخص وتعامله كإنسان وانت مؤيد لعذابه في جهنم للأبد بأبشع انواع العذاب. او لجعل المعنى اشمل انت كمؤمن غير قادر اصلا على فهم معنى كلمة حقوق انسان مادمت تؤمن بفكرة تعذيب اي انسان مهما كانت عقيدته او حتى جرائمه تعذيبا ابديا لاينتهي بنار لامثيل لها في الكون والم لم يرى احدا مثله. بالعكس يصبح من العبث ان تتعاطف مع شخص في مرضه او اضطهاده على الأرض وانت غير متعاطف مع تعذيبه للأبد.

خليني اشرح السبب النفسي ببساطة عشان نعرف ايه اللي بيحول معظم المؤمنين ويخليهم بالشكل ده:
اعمال العنف او الاضطهاد او التمييز دايما ليها سبب اساسي او بمعنى تاني قدرتك على انتهاك شخص بدم بارد ليه سبب اساسي خليني اوضحه: ليه انت لما بتشوف مثلا كلب بيتدبح او عيان او طفل بيتألم بتتأثر؟ الموضوع ليه اسباب فسيولوجية وهرمونية وعصبية ونفسية كتير مش عايز اخوض فيها لكن ببساطة انت بتحط نفسك مكان الشخص الواقع عليه الانتهاك او الألم وده اللي بيخليك مثلا لما تشوف فيلم واحد بيتدبح فيه ممكن تحط ايدك على رقبتك او لو واحد بيغرق تلاقي معدل تنفسك اتغير وفيه ناس ممكن تلاقي صعوبة في التنفس لحد نهاية المشهد. وده شئ طبيعي في كل انسان بل كل حيوان كمان وبدون خوض في التفاصيل فأي حيوان لا يحتوي على هذه الصفات لايمكن كان هايبقى لسة موجود في الكوكب لحد انهاردة لأسباب مرتبطة ببقاء الجماعة ومساعدة اصحاب الفصيلة الواحدة وعدم انتهاكهم لحقوق بعضهم في الحياة. ببساطة ان كل شخص بيقول لنفسه بطريقة غير مباشرة عند رؤية اي انتهاك او قيامه بأي انتهاك: ماذا لو كنت انا هذا الشخص؟ هل كان ذلك سيسعدني؟ هل كنت سأتلم؟ هل هذا الشخص يتألم؟ هذه اسئلة لا يشعر بها الانسان او احاسيس لا تحدث بشكل واعي وانما تحدث بطريقة ما في اللاوعي. وده السبب اللي بيخليك تساعد شخص تعرفه او ماتعرفهوش لما يسأل عن حاجة او لما تلاقيه بيستفسر على النت عن شيء رغم انك ماتعرفش مين الشخص ده او عمرك ماشوفته.
هل المؤمن يملك نفس الصفات دي؟ 
بالطبع كل انسان وحيوان يملك هذه الصفات ولكن ستجد مثلا انسان يقتل ليسرق شخص اخر مع انه يملك نفس الصفات ببساطة لان رغباته وبيئته وفكره وتربيته كان لها تأثير كبير كان قادرا على الفوز على التأثيرات الاخرى السابق ذكرها.
كيف يتم هذا مع المؤمن:
دعنا نسمي هذه المشاعر الضمير الانساني. ما الذي يقتل او يتغلب على الضمير الانساني عند المؤمن ليجعله يتوقف عن شعور"ماذا لو كنت انا ذلك الشخص"؟
اماتة الضمير الانساني عند المؤمن تبدأ منذ الصغر بداية من اشباعه بفكرة هلاك الاخر وعذابه الابدي فقد تعلم منذ صغره ان يعطل مشاعر: ماذا لو كنت انا ذلك المسيحي او المسلم او الكافر او الوثني او البوذي. تستمر الاماتة يوميا بغرس هذا الفكر وافكار اخرى مثل هدم المسيحيين او المسلمين للاصنام او المعابد الوثنية قديما كدليل على الروعة والانتصار. هذه الاصنام هي ببساطة كالكنيسة للمسيحي والمسجد للمسلم هي تماما بالنسبة للوثني كتلك المساجد في فرنسا التي ينادي بعض المتدينين بإغلاقها. وهي تماما كتلك الكنائس التي تتعرض للهدم احيانا من قبل بعض المتطرفين. هكذا تعلم منذ صغره وهكذا يطبق.
وتستمر الاماتة في سماع المسلم صوت الادان المزعج فجرا ولا يسأل نفسه ماذا لو كنت مسيحيا وازعجني هذا الصوت كل فجر؟ مثله مثل جرس الكنيسة عند المسيحي. كلها افكار تعطي مناعة او تعود على الانتهاك تماما كما يتعود المدمن على مخدر ما فيصبح تأثيره معدوما ويحتاج جرعة مضاعفة للشعور بنفس التأثير ثم يتعود وهكذا. وتستمر الاماتة في دراسة الفتوحات الاسلامية وتمجيد المحتل مغتصب الارض والنساء وفارض لغته وجزيته وشريعته تماما كما يفرض قرانه ودينه في التلفاز والمناهج الدراسية حتى يموت الضمير الانساني ويموت معه سؤالا في اللا وعي يقول: "ماذا لو كنت انا مكانه".
السؤال الأساسي: ماذا لو خرج علينا احد الحكام العرب بقانون لمنع الشيعة او الملحدين من دخول البلاد هل كان سيتفاعل المعترضين على "ترامب " بنفس الشكل. ماذا لو كان هذا القرار للحاكم بعد مجموعة تفجيرات كبيرة من قبل الشيعة او الملحدين هل كان سيخرج هؤلاء المعترضين على "ترامب" ليقولوا هؤلاء مجرد قلة لا تمثل الشيعة او الملحدين؟ انتم تستبيحون انتهاكات الغير حتى لو لم تروا منهم شيئا قبيحا بينما تستنكرون انتهاككم حتى وان كنتم تعلمون جيدا انكم تتمنون الشر والهلاك في داخلكم لهؤلاء الذين طالبوا بمنع دخولكم من بلادهم.

المشكلة في تصريحات "ترامب" ضد المسلمين ليست في احتمال منع المسلمين من دخول امريكا فهذا امر غير قابل للحدوث وستصبح هذه نهاية دولة كانت تفتح ذراعيها للجميع دون تمييز لتعود عشرات السنين للوراء لعصر التمييز العنصري والديني المقنن وهذا لن يحدث. المشكلة الكبيرة هي تطبيع الحديث بعنصرية عن المسلمين أو غيرهم ليصبح من الطبيعي الان ان يخرج أي معتوه على الميديا ليطلق الألقاب على أي فئة دون استغراب او شعور بالتقزز من المستمعين. المعركة هي كالعادة معركة بين الفكر الليبرالي او اللاديني وبين الفكر الديني الذي لايرى سوى نفسه.معركة سينتصر فيها الفكر العلماني كما انتصر مؤخرا وإلا سيلتهم البشر بعضهم بعض وستنتهك كل أغلبية الأقلية المختلفة ولهم الف حجة لذلك.

لا أريد ان يفهم احد الكلام أني مؤيد للإسلام او المسيحية كفكر.فأنا اكره تلك الأديان اكثر من أي شيء وأراها كأبشع الأفكار والكتب التي صنعتها البشرية. انا فقط ضد اضطهاد اي شخص على أي اساس غير فردي.وببساطة مثلا لو تخيلت اني مسلم (وده كان شيء وارد جدا لو كانت ظروف ولادتي واسرتي اتغيرت شويتين ) ومتزوج وأريد ان تهاجر زوجتي لتعيش معي في أمريكا ثم تقرر الحكومة انها ممنوعة من الدخول لاننا مسلمين. مجرد تخيل كم الاهانة والاضطهاد الذي كنت سأشعر بيه كفيل ان يجعلني اتصدى لأي فكر مشابه لفكر "ترامب" ضد أي فئة.

أخيرا وكالعادة يثبت الغير مؤمنين انهم لا يتعاملون بالمثل. فرغم سب الإله للغير مؤمنون به في كل كتبه ووصفهم بأبشع الألفاظ وتهديدهم بأشد الوان العذاب وحثه على كراهيتهم وقتالهم وعدم الترحم عليهم عند موتهم والا يتم توليتهم على المؤمنين. لا يتعامل الغير مؤمنين ابدا بالمثل. ولا يلتفتوا لمثل هذه التفاهات.


Thursday, September 3, 2015

حجرة 8



"فكري" هكذا أسمته السيدة العجوز الفقيرة بعدما وجدته يبكي امام احد المساجد بإحدى القرى.اسمته هكذا لان فكرها كان مشتتا يومها في كيف ستجد مأوى لها تلك الليلة بعد ان هدم الزلزال منزلها.الطفل يبدو صغير السن لا يبدو انه قد اتم عامه الثاني بعد. الجو ليس سيئا للغاية باستثناء بعض قطرات المطر التي تتساقط لتزيد الجو الذي اعتبرته هي باردا فلم يكن يستر جسدها سوى القليل من الملابس البالية.تيشرت ازرق خفيف وتنورة قصيرة تحتها "بنطلون جينز" به بعض القطعات يصعب على احد تحديد اذا كان الزمن والرصيف هما اللذان صنعاها  ام ان الشركة المصنعة قد نثرت تلك القطعات لتتماشى مع احدث صيحات الموضة.
اقتصر مجهود السيدة العجوز على ان تسلمه لإحدى الملاجيء الفقيرة وتسميه "فكري". طرقت باب ملجأ الرحمة لتسلم "فكري" لأحد ابناء الملجأ وتعود لتفكر كيف ستقضي ليلتها متمنية ان تكون تلك اخر ليلة لها في هذه الدنيا فلا تزعجها تلك الفزورة اليومية مرة ثانية.
الملجأ قديم ومهمل ، سيء جدا ولكن مساحته شاسعة. به عشر حجرات كل حجرة تسع حوالي مائة فرد.بعضهم ممتليء والبعض به مكان لمزيد من الأيتام ومجهولي النسب.   حجرة التجمع لاعضاء الملجأ كبيرة جدا لونها اصفر متسخ او ربما اللون الاصلي كان ابيض وتحول للأصفر مع عوامل الزمن.حجرة التجمع خالية معظم الوقت من أي تجمع لأعضاء الحجرات فهم يقضون معظم اوقاتهم في حجراتهم الكبيرة.
وضع احد الايتام "فكري في سرير ما في حجرة رقم 8 وطلب من "راضي" في الفراش المجاور ان يتعهد برعايته حتى يكبر.
مرت اثنتا عشر عام فكري الان عمره 14 عام.حقيقة لم يتغير فيهم اي شيء.نظام الملجأ غريب جدا. أو على الأقل نظام الحجرة التي يعيش فيها "فكري" فمنذ بدأ يدرك وقد رأى "امام" كبير الحجرة يأمر وينهي وعلى الجميع السمع والطاعة." إمام" يقال انه التابع ل"أكرم" الذي  يقال انه كان يعيش في نفس تلك الحجرة قبل وقت مضى ، وكان على اتصال بصاحب الملجأ. يقال أن "أكرم" هذا كان يتصل به الأستاذ "رؤوف" صاحب الملجأ ليخبره بما يريد من اعضاء الملجأ ، ولكن يبدو ان احد من أفراد باقي الحجرات لم ينصت واقتصر المنفذين لإرادة السيد"رؤوف" على حجرة 8. التعليمات التي نقلت لفكري بواسطة اعضاء الحجرة والتي نُفلت عن "إمام" الذي نقلها عن "أكرم" الذي نقلها عن استاذ "رؤوف" كان مضمونها كالتالي:
·         يبدأ اليوم منذ الساعة السابعة صباحا والنوم الساعة التاسعة مساءا
·         العمل في المزرعة المقابلة للحجرة منذ الثامنة صباحا حتى الرابعة مساءا
·         المحصول بكامله واي منتج يسلم لأكرم أو لمن يخلفه وهذا مقابل الحياة والاكل والملبس في هذا الملجأ
·         يجب معاملة "أكرم" أو من يخلفه افضل معاملة ممكنة وطاعته في كل شيء حتى الأمور الخاصة بكل فرد.وأي رفض لأوامره هو رفض لأوامر الأستاذ رؤوف.
·         يحذر التعليم أو العمل خارج الملجأ
·         يحذر التعامل مع بقية افراد الملجأ فهم متمردين على الأستاذ رؤوف ولي نعمتهم
·         يجب ان تكون الكلمة العليا لحجرة 8 في هذا الملجأ فهي الحجرة التي تنفذ وتتبع تعليمات صاحب الملجأ.
كانت هذه الخطوط العريضة لتعليمات حجرة 8 ولكن التعليمات لا تقتصر على ذلك فكل اوامر وكلام "أمام" تعليمات مماثلة لنفس التعليمات السابقة واتباعها واجب على الجميع.
سأل "فكري" يوما ما: ماذا لو لم أتبع تلك التعليمات؟
 فنظر له امام بغضب ورد: "انت في حجرة 8 انت مجبر على اتباع القواعد الخاصة بالملجأ والحجرة"
فكري: وماذا لو فعلت او انضممت لأي حجرة اخرى أو تركت الملجأ
إمام: أتريد أن تترك الحجرة وتخرج عن طوع الاستاذ "رؤوف" الذي يأويك ويحنو عليك؟أتعلم أن استاذ رؤوف لا يشغله في تلك الحياة سوى امرنا.هو يعيش فقط لكي يضمن لنا الراحة والسعادة.
فكري: بالطبع لا.. انا فقط أسأل. أنا أعلم أن الأستاذ"رؤوف" هو شخص رائع وانا مدين له بكل شيء من أكل وملبس ومسكن.فقط أردت أن اعرف تباعيات ذلك كنوع من الفضول ليس الا.
إمام: التباعيات ببساطة هي أن الاستاذ "رؤوف" طيب ومعطاء ولكنه أيضا واصل وذو نفوذ.وان ذهبت لأي مكان سوف يعرف طريقك ويضعك في البدروم تحت هذا الملجأ بقية أيام حياتك.حيث المجاري والرائحة الكريهة والجوع والذل والعطش. هذا عقاب من يخرج عن طاعته.
ارتجف "فكري" رعبا ورد قائلا: لكنك ذكرت مسبقا انه طيب وحنون ولا يهمه سوى أمرنا وراحتنا.فكيف يفعل ذلك بمن يخرج من الملجأ أو يترك الحجرة ويلتحق بأخرى؟ثم أنه لا يوجد بدروم ولا دور ثاني لهذا الملجأ ليوجد أي قصر أو حجرة تعذيب فيهما.
إمام: هههههههههه الاستاذ رؤوف ليس شريرا على الاطلاق فكما ان هناك هذا البدروم هناك هذا القصر في الدور الأعلى من الملجأ مخصص لكل من يتمون فترة وجودهم بالملجأ ويعملون في المزرعة بجد واجتهاد. وهو ليس شرير فقد ارسل تحذيره وتعليماته للسيد "أكرم" ومن يرفض تعليماته عليه أن يتحمل النتيجة.أما عن البدروم والقصر فقد شيدهما الأستاذ رؤوف بإمكانيات رائعة وأحدث تكنولوجيا كي لا تراها لكنهما موجودان بالطبع.
فكري: لقد قلت مسبقا ان الاستاذ "رؤوف" من أغنى الاغنياء.لماذا اذا يحتاج ان نعمل له في تلك المزرعة؟
إمام: هو لا يحتاج منا شيئا لكن يجب علينا ان نعمل له كنوع من الامتنان.
فكري: ولكنه لا يحتاج لهذا العمل ويبدو من كلامك انه ليس امتنان فهو مرهون بمكافأة او عقاب.يبدو كأنه عمل ضروري
إمام: انت لازلت صغيرا لا تعلم كيف يفكر أستاذ "رؤوف" ولكن يجب ان تعلم ان كل مايفكر فيه هو لمصلحتك وانه يحبك جدا.
فكري:لو كان يحبنا ولا يفكر شيء سوى اسعادنا لماذا يترك الملجأ بتلك الحالة البالية؟
إمام: الملجأ هذا كان قصرا ولكن من سبقونا كانوا مهملين دمروا كل شيء وتركونا نعاني.
فكري: لماذا لا يجدده الاستاذ"رؤوف" الذي يحبنا ولا يفكر في شيء اخر غيرنا. لماذا نعاني بسبب مارتكبه من سبقونا.
إمام: ههههههههههههههه اتريده أن يجدد المكان كل عشر سنوات مثلا ويصرف عليه الالاف؟
فكري: ولما لا فهو غني جدا ولا يفكر في شيء غيرنا؟
إمام: انت تفكر بطريقة سطحية يا فكري
فكري: سؤال اخر. لماذا لا يزورنا او يتصل بنا أو يخبرنا أستاذ "رؤوف" بما يريده أو يطمئن علينا ؟
إمام: لقد اتصل بالسيد" أكرم" من قبل وأبلغه بكل مايريد. وأنا موجود عامة في حال رغبت أي شخص في معرفة أي شيء
فكري:لماذا لا يتصل بك أو بأي شخص اخر؟يطمئن علينا ، يخبرنا بأي شيء يريده، يجيب عن الأسئلة التي لا تقدر انت على اجابتها، يذكرنا انه لازال يحبنا، يخبرنا انه فعلا كان يتصل بالسيد "أكرم"
وقبل أن يرد "إمام" اذ بصوت صراخ وعراك في حجرة التجمع. إشتباك بين أفراد حجرة 8 وحجرة 9. أصوات اصبحت طبيعية في هذا المكان الهمجي. يخرج على اثرها افراد كل حجرة لنصرة اصدقائهم حتى تأتي ساعة نوم احد الحجرات فينتهي العراك.وعلى اثر الضجة صرخ "إمام" اخرجوا اضربوهم خرج الجميع بحماس و"أمام" يشاهد من بعيد. كان فكري يحاول ضرب ذلك الشاب الضخم المتعلق برقبة "راضي" رفيق حجرته، فلكمه الشاب في وجهه ليعود لحجرة 8 ويعود معه بقية الحجرة بعدما اطلق احد افراد حجرة 9 صافرة موعد النوم.

راضي: أشكرك  على المساعدة
فكري: لا شكر على واجب. فأنت من سبق بالمساعدة منذ جئت انا لهذا المكان صغيرا
راضي: انا لا شيء كله بفضل تعليمات استاذ "امام" وأكرم" وكله بفضل عطاء استاذ "رؤوف"
فكري:لماذا لا نتوقف عن كل هذا العراك مع باقي افراد الحجرات لماذا لا نعيش في سلام
راضي: لأنهم اشرار يكرهوننا ويكرهون استاذ "رؤوف" صاحب الفضل عليهم ولا ينفذون تعليماته
فكري: ولماذا نهتم؟
راضي: لانه طلب منا ان نهتم
فكري: الم تلاحظ شيئا ؟
راضي: مثل ماذا
فكري: حجرة 9 لهم موعد للنوم ايضا ملتزمون به ويتبعون صافرة الموعد.انهم ينفذون تعليمات استاذ رؤوف
راضي: تعليمات استاذ رؤوف ان النوم الساعة التاسعة. وهم ذهبوا للنوم في الساعة الثامنة
صمت فكري واراح ظهره على سريره وبدأ يفكر متأملا في سقف الحجرة على انغام صوت بعض اعضاء الحجرة المتألمين مما اصابهم في معركة اليوم ممتزجة بصوت شَخير النيام والتي كانت اعلاها صوت "إمام" الذي غرق في نومه بعد دقائق من نهاية المعركة وكأنه متعبا من العراك أو من العمل رغم انه هو الوحيد الذي لا يعمل في أي يوم.
الساعة الثالثة صباحا. "فكري" لم ينم بعد. هو يخطط لشيء ما. فقد قرر ان يعرف ماذا يحدث في باقي الحجرات.من هم هؤلاء الناس وكيف يفكرون.ترك سريره وحجرته وتسلل لحجرة 9. فتح بابها في هدوء شديد. الحجرة كبيرة جدا جدا اكبر من حجرة 8 الكبيرة ايضا. دخل زاحفا على بطنه بحرص شديد فهو يعلم تماما ماقد يحدث له لو شعروا به بل وماذا سيفعل به ايضا اصدقاؤه من حجرة 8 لو علموا انه ذهب لحجرة 9.
بدأ يتسلل "فكري تحت الأسِرَة لعله يسمع شيئاً حتى وصل بالزحف تحت سريرين عليهما شاب يخاطب طفل يشرح له تعاليم الحجرة بدأ "فكري" ينصت بكل حرص ما يقال.فسمع الشاب الكبير يقول:
·         يبدأ اليوم منذ الساعة السادسة والنصف صباحا والنوم الساعة الثامنة مساءا
·         العمل في المغزل المقابل للحجرة منذ السابعة والنصف صباحا حتى الرابعة مساءا
·         الإنتاج يسلم ل"سليم"  أو لمن يخلفه وهذا مقابل الحياة والاكل والملبس في هذا الملجأ
·         يجب معاملة "سليم" أو من يخلفه افضل معاملة ممكنة وطاعته في كل شيء حتى الأمور الخاصة بكل فرد.وأي رفض لأوامره هو رفض لأوامر الأستاذ "سمير".
·         يحذر التعامل مع بقية افراد الملجأ فهم متمردين على الأستاذ "سمير" ولي نعمتهم
·         يجب معاملة افراد الملجأ معاملة جيدة الا من يحاول الاعتداء على افراد حجرة 9
·         من يخالف التعليمات فمصيره المحتوم سيحدث عندما يأتي أستاذ "سمير" للملجأ حيث سيتحول الملجأ في لمح البصر لنصفين نصف سيتحول لقصر والنصف الاخر لمكان موحش لتعذيب اعضاء الحجرات الاخرى والعاصين من حجرة 9.
حاول فكري أن يتمالك نفسه من الضحك بعد سماع تلك الخزعبلات. علم ان اعضاء حجرة تسعة مغيبون تماما يؤمنون بخرافات ويظنون أن شخصا يدعى "سمير" هو من بنى الملجأ لا يعلمون ان أستاذ "رؤوف" هو الذي بناه.
عاد فكري لحجرته وقرر أن يعيد نفس التجربة مع باقي الحجرات، فعلم أن باقي الحجرات ايضا مثل حجرة 9 لكل منها قوانينه وصفاته وعرف اسماء مؤسس الملجأ من وجهة علم كل حجرة "سمير" "طارق" "رأفت" "رمزي" ولكنه يعلم أن اعضاء كل هذه الحجرات مغيبين. لا يعلمون ان أستاذ "رؤوف" هو صاحب هذا الملجأ. وسيصدمون عندما يعلمون الحقيقة ، وحينها لن ينفع الندم عندما يُلقون كلهم في البدروم حتى يموتون.
ظل فكري يفكر بنفس الطريقة إلى أن سأل نفسه سؤال. ماذا لو ان من فتح الباب في تلك الليلة التي جاءت فيها السيدة العجوز فرد من حجرة 9 أو 5 أو 3 هل كان سيعلم أن أستاذ "رؤوف" هو صاحب الملجأ.أدرك انه لو كان وضع في حجرة 9 لكان سيؤمن أن أستاذ "سمير" هو صاحب الملجأ وكان سيشارك في أي معركة ضد حجرة 8 لمحاولة اعلاء أمر استاذ "سمير" صاحب الملجأ.أيقظ "فكري" صديقه "راضي" ليدور بينهم هذا الحوار.
فكري: لماذا انت متيقن بكل ما يقوله لنا "امام"؟
راضي: لانه نقله عن "أكرم" الذي نقله عن أستاذ "رؤوف"
فكري: وما أعلمك بصدق "إمام" و "أكرم"
راضي: لأنهم صالحين ولأن أكرم كان شخصا حكيما صالحا
فكري: وما اعلمك انه كان شخصا حكيما او لماذا لو هو شخص حكيم يجب ان نصدق كلامه؟
راضي: ولماذا يكذب؟
فكري: للكذب دوافع كثيرة. هل تعلم ان لكل حجرة شخص مثل "إمام" و"أكرم" و"رؤوف" فقط بأسماء وصفات مختلفة وتعليمات مختلفة
راضي: ولكنهم كاذبون "إمام" و"أكرم" هم الصادقون
فكري: دعني أعيد عليك نفس سؤالك . لماذا يكذب هؤلاء الناس ايضا؟
راضي: لأنهم اشرار
فكري: ولكن اعضاء الحجرات تلك متأكدون انهم صالحين وحكماء تماما كما انك متأكد من صلاح وحكمة "أكرم" واذا كان 9 من ال 10 حجرات خطأ فلماذا لا نكون نحن من ال 9 الخطأ أو لماذا لا يكون ال 10 خطأ. ولماذا لا يتصل "رؤوف" بشخص اخر أو يكلمنا أو يأتي او يرسل عقد ملكية أو أي شيء. كيف ينتظر من باقي الحجرات أن تتبع تعليمات "أكرم"؟
راضي: أتحاول أن تقنعني أن هذا الملجأ لا صاحب له؟
فكري: ليس بالضرورة ربما هناك صاحب او ربما هو قديم جدا مات صاحبه أو لماذا بالضرورة نفترض اذا كان له صاحب انه بهذه الصفات العجيبة وأن هناك ادوارا مخفية وبدروما مخفي وانه توقف عن الاتصال بنا أو حتى ابلاغنا بأي شيء. كيف سيعذب افراد باقي الحجرات وهم قد حاولوا ارضاؤه ايضا بحسب علمهم؟ وماذا فعل لهم ليخبرهم  بتعليماته او يعطيهم فرصة لاثبات حسن نواياهم.هم يتبعون مايظنون انها تعليمات صاحب الملجأ.الموضوع خزعبلي غير مصدق.
راضي: انت  تريد ان تنكر وجود استاذ "رؤوف" وماذا بعد؟ اتريد ان يستيقظ الجميع في اي موعد وتُهمل المزرعة ونموت جوعاً وينتشر العراك؟
فكري: بالعكس انا اتخيل ملجأ بدون قواعد "اكرم" بقوانين نضعها نحن لا يضعها شخص اخر.قوانين ترضي الجميع لاترضي "اكرم" فقط. انا اريد ان ينتهي العراك.
راضي: ماذا تريد تحديداً
فكري: قررت ان أرحل وستأتي انت معي
راضي: انت مجنون.لن ارحل ولن اخرج عن طاعة استاذ"رؤوف" ولي نعمتي
فكري: اذا سأرحل انا
رامي: ارحل ولكنك ان رحلت وكنت انا على صواب فعقابك سيكون كبيرا. أما انا فلن أخسر شيئا
فكري: وماذا ان كان اي من باقي الحجرات هو الصحيح الن يكون حالنا واحد؟ثم تقول انك لن تخسر شيئا؟ انت مقيد تعيش بأوامر وتعليمات وفكر شخص اخر عاش من سنين.انت لا تفكر كإنسان انت تعيش في الوحل كالانسان الالي تحكم على كل شيء وتعيشه كما امرك "أكرم" انت تعيش في وحل وتقول لن أخسر شيئا؟ انت خاسر في الحالتين.
في فجر اليوم التالي خرج "فكري" من الملجأ لم يأخذ شيئاَ. هو خائف مرتعب فاذا حدث له شيئا او تعرض له اي شخص فهو الان خارج الملجأ ولن يساعده استاذ "رؤوف" كما كان يتابعه ويساعده. ولكن لحظة.... استاذ رؤوف لم يكن يساعده هو فقط كان يشعر بالإطمئنان لانه يظن انه سيساعده في وقت الشدة.لحظة... يبدو اذا انه عاش 14 عام بدون حاجة لاستاذ رؤوف...ربما لا حاجة اساسا لاستاذ "رؤوف" ربما هو والبشر الخيرين يكفيان بعبور رحلة الحياة بدون عون استاذ "رؤوف" .
ظل فكري هائما على وجهه حتى وجد مزرعة صغيرة فنام هناك.بعد ساعتين ايقظه رجل عجوز يبدو كصاحب المزرعة. حكى له قصته فأشفق عليه صاحب المزرعة وأخبره انه سيحضر له فطورا وتركه.
وقف فكري على قدميه ونظر للمزرعة الصغيرة المغطاة بمحصول الذرة الذي اقترب موعد حصاده.ماهذا الجمال؟ هي ليست اجمل كثيرا من مزرعة الملجأ ولكنه يراها بعين اخرى.ادرك فكري ان الحياة بها الكثير وما هو اكبر بكثير من "أكرم" و"رؤوف" اصبح يرى الدنيا بشكل جديد كأنه ولد اليوم. هو حزين على ما مضى من وقت ولكنه سعيد بعدما تغير شكل كل شيء بعدما توقف عن رؤيته بنظارة "أكرم".بداخله قليل من الشك. ماذا لو طارده "رؤوف" ذو النفوذ. أو ماذا لو كان "رؤوف" فعلا يحبه ولذلك أرسل له صاحب تلك المزرعة أو اوصاه بحسن معاملته. أو ماذا لو أوصاه ان يضع له سما في الفطور؟ هو لا يعلم ولكن "رؤوف" هذا يبدو انه عنيف لا يرحم من يخرج عن طوعه.
صوت من بعيد: الفطووووور. وصاحب المزرعة قادم ومعه لوح كبير عليه فطير وزبد وجبن وبيض و غيره. الطعام له مذاق مختلف.فكري لا يعلم هل هو فعلا مختلف ام انه يتذوقه بشكل مختلف فهو يتذوقه اليوم كما يريد أن يتذوقه. فقد كان يفعل كل شيء كما يريد "أكرم" يقرأ كما يريد "اكرم" يفعل يفكر يتحرك يمشي ينام كل شيء كان كما يريد "أكرم".ينظر وسط الذرة ويسأل نفسه: ماهذ الكم من العبودية التي كنت فيها لقد كنت عبداً للا شيء؟ من شخص لا اعرفه ولم اراه كما لم يرى اي من اعضاء الحجرات هؤلاء الاشخاص الذين استعبدوهم.
مرت الأيام "فكري" يعمل في مزرعة "راشد" صاحب المزرعة بكل اجتهاد.فكري بدأ يدرس وهو يعمل. انهى مرحلته الثانوية. كل شيء يراه يؤكد له ان "رؤوف" خرافة. كان يخاف احيانا فربما رؤوف يتركه ليسعد بحياته كنوع من التغفيل ثم سيأتي ويعذبه وينتقم منه اشد انتقام. سأل نفسه لماذا كانوا يخبرونه ان"رؤوف" قد منحه تلك الحياة والمسكن البالي فيجب ان يطيعه ويعيش لأجله. هاهو "راشد" قد ساعده لم يهدده بعقاب ان لم يظل معه او يفعل مايحلو له في حياته.لماذا هناك الكثير من الناس الافاضل يقدمون خدمات ومساعدات بلا شرط الاستعباد بينما "رؤوف" هذا يريد استعباد كل من في المكان.هم حتى لم يختاروا ان يأتوا لهذا الملجأ ولم يطلبوا منه ان يأويهم.القت بهم الصدفة في هذا الملجأ فأصبحوا سجناء هذا العقد الذي يخيرهم بين العبودية او العذاب. عقد من طرف واحد.
 التحق بكلية الزراعة.ساعده "راشد" لشراء مزرعة مجاورة بما ادخره "فكري" والاشراف على المزرعتين معا.انهى فكري جامعته وتعين مدرسا بها ومزارعهه تزداد وحياته تزدهر.
جلس "فكري" يفكر بعد إحدى المحاضرات. لقد نسى قصة "رؤوف" تماما ، ولكن لم ينسى ملجأ الرحمة. فهو مسئول انسانيا ان ينقذ هؤلاء الناس.بدأ فكري بحثه عن صاحب مبنى الملجأ. علم انه قد توفي منذ زمن والورثة سافروا للخارج ولا يهتمون لاملر الملجأ.والذي اضحك فكري هو ان اسمه لم يكن اي من الاسماء التي تداولها اعضاء الملجأ. بدأ فكري الاتصال بالورثة واشترى الملجأ. لم يكن الامر سهلا ولكنه كان مؤمنا انه يفعل شيئاً مهما.
اخذ "فكري" عقد الملجأ وعين بعض الحراس لمدة يوما واحدا وذهب متوجها للملجأ. طرق الباب فتح له احدهم. بدأ ينظر داخل الملجأ، كل شيء كما هو.يعيشون نفس حياتهم غارقون في نظامهم وعراكهم.دخل فكري ثم  امر حراسه بالنداء على  كل من في الملجأ من حجراتهم ليجتمع الكل في مكان واحد لأول مرة.
فكري : انا صاحب الملجأ.
بدأ الحاضرون يرددون اسماء أنت "رؤوف" انت "سمير" انت... انت... انت.... لم يذكر اي منهم اسمه سوى شخص واحد فقط: "راضي" وكان قد كبر واصبح مشرفا على اعمال مزرعة الحجرة في مقابل امداده بالغذاء والملبس والمسكن.هكذا كان طموحه كي ينال رضا استاذ "رؤوف"
فكري: نعم انا فكري. كنت عضوا بالملجأ وهو الان ملكي.
رد الجميع: اين عقود ملكيتك؟
فكري: لم ترون اي عقود ملكية ولم تروا صاحب الملجا وكنتم على يقين انه هو بصفاته واسمه التي اخبروكم بها والان تطلبون العقود. عامة هذا عقد الملكية فأنا موجود وامتلك الملجأ لا داعي لي ان اخفي ادلة وجودي او امتلاكي فأنا حقا اهتم لأمركم.
بعض من قاطني الملجا اقتنع والبعض الاخر لم يقتنع وشك انها ربما خدعة ماكرة من صاحب الملجأ الاصلي ليختبر ولائهم ثم يأتي ويذل كل من يستمع لكلام "فكري" كم هو صعب ان تنزع عقيدة من اي شخص تربى عليها.حاول قادة الحجرات اثارة البقية على "فكري" ولكن حراسته بأسلحتها ارعبت الجميع فلم يجرؤ احد على فعل شيء.
فكري: من الان سيكون هناك نظام اخر للملجأ سنضعه جميعا لمصلحة اعضاء الملجأ. انا لا اهتم ان كان بعضكم لا يصدق انني صاحب هذا الملجأ. فالامر لا يهم الا شخصا تافهاً. والامر لا يقتضي عذاب وانتقام فانا اكبر من ان أأتي لاعاقب شخصا انكر امتلاكي لمبنى. وقولكم اني صاحبه او لا لن يغير من حقيقة امتلاكي له. ودعني اخبركم امتلاكي او بنائي لمبنى مهما كان عظيما ليس شيئا بهذه الاهمية من الاساس لأشعر انني شخص ذو قيمة. فليصدق اي منكم ان صاحب الملجأ هو  "رؤوف" أو غيره ولكن ستسري قوانين لا تفرق بين احد نضعها نحن. وأي تعدي عليها عقابه بالقانون الذي يحكم من هم خارج الملجأ لا استثناءات.تصديقك لأي معلومة حق ليك لكن سيمنع اي فعل يحقر او يقلل او يعادي اي من في الملجأ.من حق كل شخص ان يدرس او يعمل او يقرأ في اي شيء. من يريد العمل في المزرعة او المغزل او اي مكان تابع للملجأ سيتقاضى اجرا تماما كالعاملين خارج الملجأ والناتج يدخل في خزينة الملجأ ليعم بالتساوي على الجميع دون تفرقة بين الحجرات أو الافراد.
جلس فكري معهم وبدأوا بالاتفاق على شروط الملجأ وتعيين ملاحظين بالتناوب بين الاعضاء ثم خرج وقد اعتبر انه قام بأسمى عمل في حياته.